في عالم المعاملات التجارية بين الشركات (B2B) المعاصر، حيث يسود التعقيد وانعدام الشفافية في بروتوكولات التبادل التقليدية، ظهر مفهوم ثوري: ZkBDI، أي تبادل البيانات عبر البلوكشين باستخدام تقنية المعرفة الصفرية.
منذ ستينيات القرن الماضي، ظلت تفاعلات الشركات تعتمد على نماذج نقل قديمة، مبنية على معايير مثل UN/EDIFACT، وASC X12، ومخطط GS1 EDI XML. وفي هذا السياق، ظهر zkBDI بهدف واضح: تمكين استخدام تقنية البلوكشين في عالم تبادل البيانات بين الشركات، من خلال تجاوز القيود الحالية والتخلص من الحاجة إلى معرفة تقنية متخصصة.
وعلى الرغم من أن الشركات الكبرى والمتوسطة، المدعومة بأنظمة تكامل متقدمة، تمكنت من إدارة تبادلات EDI، إلا أن العائق الكبير كان يتمثل في أن بروتوكولات التبادل لا تزال خاضعة لآليات مركزية قديمة، معقدة، وغير آمنة. والأسوأ من ذلك، أن بعض هذه البروتوكولات مثل AS2 وAS4 وX400 وMFT وSFTP وFTPS، مكلفة جداً بسبب طبيعتها “المشروعية” التي تتطلب استشاريين، وشهادات رقمية، وإعدادات تقنية معقدة.
وقد صُممت هذه البروتوكولات أصلاً لتناسب الشركات العملاقة، مما جعلها غير عملية وصعبة التبني بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة. وهكذا أصبح مشهد الاتصالات التجارية وكأنه رقصة معقدة، لا يشارك فيها سوى الكبار، داخل أنظمة مغلقة ومليئة بالوسطاء، بعيدة عن الشفافية والانفتاح.
في خضم هذا الفوضى، برز zkBDI ليشكل بروتوكولاً مفتوحاً وثورياً، يهدف إلى تحرير التبادلات التجارية من الأنظمة المغلقة، وخدمة جميع أنواع الشركات دون استثناء. حيث يوفر بديلاً لامركزياً يتيح تبادل الرسائل الموحدة بشكل سلس وآمن.
ويتميز بروتوكول zkBDI بخصائص الأمان، وعدم القابلية للتلاعب، وقابلية التحقق. كما يعد بالشفافية دون تعقيد، ويزيل عبء التكاليف الباهظة التي تفرضها الحلول التقليدية. ومع هذا التحول، أصبحت الشركات تتواصل بسهولة، مستفيدة من بروتوكول مبتكر يهتم بقابلية الوصول لكل المؤسسات، بغض النظر عن حجمها.
وهكذا بدأت قصة zkBDI، كسردية تحرير للشركات العالقة في شبكة البروتوكولات القديمة. لقد آن أوان حقبة جديدة في عالم تبادل البيانات بين الشركات — عصر لامركزي، شفاف، وشامل، تتعاون فيه كل الكيانات، صغيرة كانت أم كبيرة، دون قيود أو حواجز.